نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 118
سقينا الإبل غباً بعد عشر ... ووكرنا المزاد من الجلود
وقطعنا مشافرنا وخفنا ... أجرتها فما اجترت بعود
ويروى "عشرا بعد غب". ووكرنا: ملأنا. يقال: وكر سقاك، أي املأه. والمزاد: جمع مزادة، وهي التي يقال لها اليوم راوية. قال الأصمعي: استعملوها حتى جعلوا المزادة راوية. وقطعنا مشافرنا: كانوا إذا أرادوا أن يسلكوا مفازة لا ماء فيها، أو ردوا الإبل، وقد عطشوها قبل ذلك، فتكثر من شرب الماء، ثم تقطع مشافرها، لئلا تجتر ولا ترعى فيكون أبقى للماء في أجوافها. فإذا صاروا في المفازة نحروها، فافتظوا أكراشها، أي عصروها فشربوا ذلك الماء، وهو صاف إلا أن فيه رائحة كريهة.
1078ومثله قول الآخر [بسيط] :
وشارب ما وعاه بطن شاربة ... رياً فأحياه ميت بعدما ماتا
أحسن ما ورد من أبيات المعاني في وصف القفز
1079فمن أحسن ما ورد في ذلك قول الشاعر [طويل] :
ومستامة تستام وهي رخيصة ... تباع براحات الأيادي وتمسح
هذه فلاة مستامة، تسومه فيها، أي ترعى، ورخيصة: لا يمتنع منها أحد ولا تمنع. وتباع الابل بأنواعها فيها. وبراحات: بأخفاف. والأيادي: جمع يد. وتمسح: تقطع.
1080ومن أحسن ما قيل في هذا، قول الآخر [بسيط] :
وبلدة خلق لون التراب بها ... كأن غيطانها غرثى مهازيل
لا عود للركب فيها بعد بدئهم ... إن لم يكن بركاب القوم تبديل
يقول: إذا بقي التراب حياً، لم يوطأ ولم يسلك فهو خلق. ودار خلق: إذا لم يسكن فيها. وقوله "كأن غيطانها غرثى مهازيل" يقول كأنها لانخفاضها بطون جياع ليس فيها شيء، فهي منخفضة. والغيطان كذلك. وصيرها مهازيل لأنها أبين انخفاضها من بطون السمان. وقوله "لا عود للركب فيها" يقول لمن لم يكن لهم ظهر يستظهرون به على مالورزيء ومات من إبلهم، لم يقدروا أن يعودوا منها.
1081ومن أحسن ما ورد في هذا المعنى قول ذي الرمة [وافر] :
بأغبر نازح نسجت عليه ... رياح الصيف شباك القتام
كأن دويه من بعد هدءٍ ... دوي غناء أروع مستهام
قالت الأعراب: ليس به صوت ولا شيء يسمع إلا تحدث الأرض. قال ابن الأعرابي وكيف تتحدث الأرض؟ قال: حديثها أن تسمع هيمنة لا تفقه منها شيئاً، ولا يكون ذلك إلا أن يكون الرجل وحده وقد خاف على نفسه أن يضل ويعطش. فذلك حين يهول له، ويخيل إليه أنه يسمع أصواتاً، وإنما ذلك دوي الأرض تلك الساعة.
1082ومثله حميد بن ثور [متقارب] :
وخرق تحدث غيطانه ... حديث العذارى بأسرارها 1083ومن أجود ما ورد في هذا الباب قول الآخر [طويل] :
ألا قبح الرحمن أرضاً حديثها ... بها مثل أنباء القرون الذواهب
فيوماً ترانا في مسوك جيادنا ... ويوماً نصلي في مسواك الثعالب
أي تتحدث فيها بما أصابنا من الشدة والبلاء كما يتحدث بأحاديث الأمم الخالية. وقوله: نصلي في مسوك جيادنا، يقول نؤسر فتذبح جيادنا أي خيلنا فيأكلون من لحمها مما يقد من سيور جلودها. وقوله: ويوماً في مسوك الثعالب، يقول: نفر خوفاً فكأننا في مسوك الثعالب. والعرب تضرب المثل بروغان الثعلب.
1084ومن أناشيد الباهلي [طويل] :
بأرض ترى فيها الحبارى كأنها ... قلوص أضلتها بعكن عبيرها
أي الأرض مستوية، فإذا رأيت الشيء الصغير فيها رأيته كبيراً.
1085ومثله للحطيئة [طويل] :
بأرض ترى فرخ الحبارى كأنه ... بها راكب موف على ظهر قردد
1086ومثله ابن أحمر [سريع] :
كأنما المكاء في بيدها ... سرادق قد أوفدته الأصر
أوفدته: أشخصته. والأصر: يريد الأطناب، وحكي بعض الأعراب أنه رأى بعيراً في أرض مستوية فحسبها قطار إبل.
1087وقال الآخر [طويل] :
ودو ككف المشتري غير أنه ... بساط لأخماس المراسيل واسع
الدو: الأرض المستوية. وشبهها بكف المشتري لأنه يبسطها ليصفق عليها لوجوب البيع. والمراسيل: الإبل السهلة، واحدها مرسال. وهي التي تسقط أجنتها في الطريق وهم يستدلون بها.
1088
يحاحي بها الجلد الذي هو صابر ... بضربة كفيه الملا نفس راكب
نام کتاب : حلية المحاضرة نویسنده : ابن المظفر الحاتمي جلد : 1 صفحه : 118